ــ السلام عليكم ورحمة الله ..
ــ حياكم الله إخواني الكرام ...
ــ لما كان علم (مقارنة الأديان) هو علم إسلامي أصيل أهداه المسلمون للعالم أجمع ــ فقد كان من الطبيعي أن يكونوا أول من أسسوا أداب الحوار وقواعد الجدل .. وقد وضع الإمام ابن حزم الأندلسي آداباً للجدل يمكن تلخيصها فيما يلي : ــ
1 ــ أن يكون هدف المجادلة : الوصول إلى الحق ، بحيث يتخلى كل طرف عن تعصبه لمذهبه .
2 ــ ألا تكون الدعوى التي يجادل عنها خالية من دليل يؤيدها .
3 ــ إذا أذن المحاور لخصمه أن يكون هو السائل وجبت عليه الإجابة ، وإن لم يفعل وقع في جهل أو ظلم ، ويجب أن تعطى المناظر الأمـان ؛ فكل طرف يعرض حجته دون خوف .
4 ــ ليس من أدب المناظرة معارضة الخطأ بالخطأ .
5 ــ لا يضير المناظرة كثرة الأدلة .
6 ــ إظهار التسليم بالبديهيات والمسلمات ؛ فالإصرار على إنكار المسلمات ليس من شأن طالبي العلم .
ــ وطرق الإستدلال عند ابن حزم في مناقشته للملل والنحل هي : ــ
1 ــ الإستفهام التقريري, وهو الإستفهام عند المقدمات والبديهيات وفق المنهج الذي لا يستطيع أن يرفضه أحد بقيامه على الحق والمنطق .
2 ــ مجاراة الخصم وموافقته على مقدمة فاسدة ؛ ليريه نتائجها الفاسدة ، وأنها تؤدي إلى المحال .
3 ــ مطالبة الخصم بتصحيح دعواه وإثبات كذبه وذلك مثلما رد الله ــ سبحانه وتعالى ــ دعوى اليهود والنصارى بأن النار لن تصيبهم إلا أياماً معدودة ؛ في قوله تعالى :
{وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}
4 ــ القول بالموجب ، وهو رد دعوى الخصم من فحوى كلامه ؛ مثل مناقشة قول التوراة بأن إبراهيم تزوج (أخته) فذكر أن كلمة (الأخت) تعني القريبة من قريب أو من بعيد ، أو الأخت في الدين كما ذكره الحديث الصحيح في البخاري ومسلم .
5 ــ إثبات أن ما ادعاه الخصم خال من الحجة والبرهان ، وأن البرهان قام على نقيض ما ادعاه ، وبالتالي رد الدعوى التي تأتي من غير دليل .
والحمد لله على نعمة الإسلام ....
____________________________